في ظل الأزمات المتعددة التي يمر بها اللبناني، في المرحلة الراهنة، لم يكن ينقصه إلا إعلان أصحاب مولدات الكهرباء الخاصة بدء التقنين في جميع المناطق، وصولاً إلى الإطفاء الشامل يوم 5 آب، مع العلم أن معظمهم كان قد بدأ بهذا التوجه منذ عدة أيام، في حين أن البلاد تتجه إلى عودة الإقفال التام، في ظل إنتشار فيروس كورونا المستجد، لمدة أسبوعين.
لدى أصحاب المولدات الخاصة، مطلبين أساسيين: الأول تأمين مادة المازوت بالسعر الرسمي، أما الثاني فهو تأمين الدولار بالسعر الرسمي لشراء قطع الغيار والزيوت، بسبب عدم القدرة على الإستمرار في ظل الواقع الراهن، في وقت كان مستشار وزير الطاقة والمياه ريمون غجر خالد نخلة قد طلب إمهاله حتى مساء اليوم، كي يتمكن من التواصل مع الوزير والرد على المطالب.
في هذا السياق، يكشف رئيس تجمع مالكي المولدات الكهربائية الخاصة في لبنان عبدو سعادة، في حديث لـ"النشرة"، أن قرار الإطفاء الشامل سيبدأ من يوم غد الثلاثاء، في ظل عدم إهتمام المسؤولين بالصرخة التي كان التجمع قد أطلقها اليوم، ويضيف: "قررنا الإعتصام لنطالب بالحصول على المازوت بالسعر الرسمي، فتم ضربنا من قبل القوى الأمنية".
ويوضح سعادة أن ما حصل كان بسبب محاولة البعض منهم توقيف صهاريج تنقل المازوت كانت تمر بالقرب من مكان الإعتصام لسؤالها عن وجهتها، ويلفت إلى أن وزارة الطاقة رمت كل العبء على أصحاب المولدات الخاصة، ويشير إلى أنه عندما لا تستطيع الدولة تأمين التيار إلا ساعات معدودة تصبح كامل المسؤولية على أصحاب المولدات، في حين أن أحداً لا يسأل عنهم في ظل تداعيات الإرتفاع الحاصل في سعر صرف الدولار.
في هذا الإطار، يشدد سعادة على أن المواطن يجب أن يدرك أن أصحاب المولدات ليسوا من يحرمونهم من التيار الكهربائي بل السلطات المعنية، نظراً إلى أن دورهم من المفترض أن يكون مساعدة الدولة لا الحلول مكانها، وبالتالي لا يمكن العودة إلى الوضع السابق قبل معالجة المطالب التي لديهم.
من جانبها، حاولت "النشرة" التواصل مع مستشار وزير الطاقة غجر لمعرفة ما إذا كان هناك من مبادرة من الممكن أن تحصل، في الساعات المقبلة، لتفادي إشتداد حدة الأزمة التي يعاني منها المواطنون، نظراً إلى العجز المستمر الذي تبديه السلطات المعنية، إلا أنها لم تنجح في ذلك، بالرغم من الإتصالات المتعددة التي قامت بها، مع العلم أن نخلة كان على علم مسبق بمحاولات الإتصال به.
وعلى أمل أن يكون إنشغال نخلة هو في إيجاد حل لهذه الأزمة، كي لا يقع المواطن في العتمة الشاملة، التي تتزامن مع إرتفاع درجات الحرارة وتحذيرات من قبل دائرة التوقعات الجوية في مصلحة الأرصاد الجوية، يبدو أن اللبنانيين سيكونون، في الساعات المقبلة، مرة جديدة بين سندان فشل المؤسسات العامة ومطرقة إستغلال أصحاب المولدات، بعد الجولات الماضية التي كانوا ضحيتها على مدى سنوات.
في المحصلة، أصحاب المولدات قرروا الذهاب إلى التصعيد، بدءا من اليوم ، للحصول على مطالب يعتبرونها محقة، بعد أن كانوا قد هدّدوا بذلك طوال الفترة الماضية، إلا أن ذلك لا يجب أن يحجب الأنظار عن المشكلة الأساسية، التي تكمن في الفشل عن إيجاد حل لمشكلة الكهرباء، التي باتت معالجتها مطلباً دولياً كان قد تحدث عنه وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان، في زيارته إلى بيروت قبل أيام.